الملاك الابيض;192762 قال:
بدي اسأل سؤال محيرني كتتيييييرررررر
قديش ممكن يكون الجمال الخارجي الو علاقة بقوة الشخصية او الثقة بالنفس ، ولاي درجة يعتبر جمال الشكل مهم :81: ،
وهل من العدل انو الناس تقيم بعض بناءً على الشكل الخارجي بس ؟؟؟

، ومتى ممكن يصبح الجمال نقمة على صاحبه ؟؟؟
وليش كل ما شب بدو( يريد ) يتزوج بسير يدور ع اجمل بنات العالم وبكون الجمال شرطه الاساسي ، واحيانا الوحيد للاسف؟؟:4:
ارجوكم جاوبوني قبل ما ينطوش راسي
ومشكووووورررررري سلف
الاخت الملاك الابيض ،
شكرا لكِ على هذا الموضوع المتميز و بارك الله فيكِ ايتها الجميلة الحسناء ..
اكلمك اختاه من تجربتي في الحياة و طوافي في البلدان والمجتمعات:
ان تقدير نوعية الجمال يعود اساسا (وهو ما تؤيده دراسات علمية و نفسية ) الى مجموعة المفاهيم و القيم الموجودة في المجتمعات..
و الطرف الرئيس الذي يتبنى حب الجمال والافراط فيه هي المرأة بالدرجة الاولى، ولذلك اسباب فطرية و اجتماعية ايضا..وذلك يعود اساسا لضعف المرأة الجسماني و تميزها عن الرجل ، فالمرأة رقيقة و لا تجد في اغلب الاوقات ما تجلب به ارضاء الغير سوى جمالها المنشود..
فالفرد منا عندما يولد يكون على فطرة الله، ولكن حب المرأة للجمال يجعلها تلقن ابنتها (او ابنها؛ وهذا ما تتفاداه امهاتنا في بلاد البربر) معاني الجمال ، وتحدثها ان فلانة جميلة و الاخرى اقل جمالا ، و....و ان المرأة يجب ان تكون جميلة لتنال اعجاب الغير و سهولة في العيش، و.... وهذا كله ينطبق على المرأة ذات المستوى الثقافي و العلمي المحدود وقد يصل الى كل المستويات بما فيها الرجال..
ومن هنا تنشئ ثقافة المجتمع التي تعطي نظرة الفرد لمن حوله و توجهها..
فما تستحسنه بعض المجتمعات و تراه جمالا مثلا يصبح قبحا و لا تستحسنه مجتمعات اخرى، او تقلل من اهميته الصورية...تمام كالاذواق فهي اشياء لا تناقش:
و النتيجة انه لا يوجد جمال وحيد يعد مرجع للناس، وانما لكل فرد جماله الخاص به و ميزاته التي تضفي عليه شخصيته.
وهنا اضرب لك مثالا واقعيا:
جرى العرف عند بعض المجتمعات العربية و الانجليزية و غيرها ان صاحبة (صاحب) الوجه المستدير يعد جميلا...الا ان المجتمع الفرنسي( الذي يعد مرجع في الجماليات و الابداع) يرى انه غير جميل (و قد يقول لك انه قبيح...)، ففي المفهوم الفرنسي ان الجمال (الصوري) هو تناسب في الجسم و رشاقة مع النحافة غير المفرطة و التي تعد شرطا مهما..
واقرئي مثلا كتاب الدكتور حافظ الجمالي في علم النفس للمجتمعات ؛ حيث يضرب امثلة كثيرة من هذا القبيل:
ففي بعض القبائل الافريقية نجد ان النساء يلجئن الى تطويل اعناقهن بوضع حلقات حول العنق طوال حياتهن ليكن جميلات، وذلك راجع لمفهوم الجمال في قبائلهن (اذ يحبون كثيرا النساء ذوات الاعناق الطويلة..)، و بعض النساء تلجئ الى نزع اسنانها الامامية (وهو ما قد يراه البعض شيئ قبيح...).
فما اراه انا جميلا قد يستقبح الغير و يرونه ليس جميل..كل هذا راجع لتجربة الانسان و ثقافته الفكرية و كذلك ثقافته الاجتماعية..
و انطلق من ذاتي الشخصية فاقول ان ما كنت اراه جميلا صرت ابغضه واراه في منتهى القبح حاليا، وهذا راجع لثقافاتي المكتسبة والمتجددة..
فعندنا في بلاد البربر ان المرأة جميلة اما الرجل فلا...وهذه النظرة التي اعجب بها الفرنسيون عندما استعمروا بلداننا في الماضي..
هذه النظرة الاخيرة اختاه هي التي تجعل الرجل يتزوج بالمرأة مهما كانت صورتها في نظر الغير، و يحبها ثم يصير بينهما من الحب الوفي النقي ما لا يصير بين "روميو و جوليات" اللذان لم يتزوجا قط...
ولتكون المرأة جميلة:
يكفيها (في نظري) خلق حسن، ونظافة في الجسم، و لباس حسن يسترها، وعقل فطن ذكي، و دين تحترمه و تطبقه..
وثقي تماما سوف تكوني اجمل الجميلات...
كما ان قوة الشخصية او ضعفها لا يتعلقان البتة بالصورة ( الا في حالة الشواذ و العياذ بالله) وهذا ما تؤيده الدراسات العلمية. فظنك ان الشخص الجميل يثق في نفسه اكثر هو امر خاطئ ، لكن ما يوحيه ذلك الشخص عندما تراه هو نظرة الرضى التي يمنحه المجتمع اياها فقط، وهذا انسان بليد ليس له عقل البتة، و اعطيك مثال لتقتنعي بما اقول:
اذهبي لاي شخص يدعي الجمال او ترينه جميلا وكلميه برسانة ولباقة و قللي من قيمته، ولا تتأثري بجمال وجهه ثم انظري اليه نظرة المحتقر الذي يراه بغيضا قبيحا...و سوف ترين ان ذلك الشخص يدخله وسواس جماله المفرط؛ اذ يتعجب كيف لم يحدث فيك تأثيرا بجماله المعتاد (الذي يبتسم له اغلب الناس)...وسوف لن يجد ما يناقشك به وترتبك اطرافه و يرتابه الشك في جماله المزعوم،...بل سينحصر تفكيره نحو جماله فقط....وهنا اظهر له انه قبيح ...فسوف يجن جنونه و يريد قتالك للدفاع عن جماله....و بعدها ...حينما ترينه مرة اخرى ابتسم له ابتسامة عريضة (وان كنت اسوأ جمالا منه) حينها سوف يمشي على الارض كالكلب...(اكرمك الله)..
هذه الطريقة لا انصح بها سوى لمن لديهم لباقة و ثقة في النفس و برودة في الاعصاب و فصاحة في الكلام..
اما ما نعيشه اليوم من تغير المفاهيم فيبقى نتاجا للقنوات الفضائية و الصور الاشهارية ،...و...و نستطيع القول نتيجة الدعاية الاقتصادية لبيع منتوجاتها..فاغلب نجوم السينما و الافلام لا يمثلون جمالا حقيقيا وانما السينريو و عمليات التجميل و معالجة الصور تجعل العين تنخدع..
فمثلا في امريكا الجنوبية (المكسيك والبرازيل خصوصا) متعارف عليها ان قنواتهم تبث لهم افلاما خاصة بهم ليس مضمونها سوى جمال الصور و الاحلام ،...و...بغاية محاولة انسائهم الفقر والجوع...فتجد الواحد منهم بصورة سلحفات و يظن نفسه " توم كروز " او غيره من مشاهير التمثيل...
وكذلك في المجتمعات الانجليزية اذ ورثت جمال الصورة -من ملكة بريطانيا؛ المجنونة-، وذلك للرطوبة المفرطة في بلادهم مما يجعلهم يبحثون عن الجمال لاشباع جهلهم العقلي و الروحي. حتى اصبحوا اليوم يجدون صعوبة فيمن يتزوجهم. نعم اختاه..
هذه حقيقة، في بريطانيا ممكن تشاهدين فتاة في مقتبل العمر تعطينها نجمة ملة الجمال (نسبيا) ولكنها لا تجد رجلا يتزوجها ، لانها نفسيا غير مقتنعة بشكلها مفرطة في الماكياج والهبل،...و...مما يجعل الرجال (المساكين) يتفادونها لانها شديدة الجمال (او يعبثون بها و يرمونها بعد يوم او يومين..)..
هذا كله لاقول لك:
ان الجمال هو قناعة في النفس ، والثقة بالنفس هي الرضى بما خلق الله وما رزق...وكل ذلك منبعه البساطة في العيش و التواضع لله و....
ولقد شكى الي احد الاصدقاء مرة انه (المسكين) يجد صعوبة في الزواج من بنات بلده ويريد الزواج من جزائرية باي ثمن، فسألته لماذا؟؟، فاجابني ان في لبنال الناس يفرطون في النظر لصورهم واجسامهم لدرجة كبيرة..رغم ان صديقي هذا رجل بكل معنى الكلمة وشكله حسن و ككل الرجال..حينها فقط يا اختاه وجدت مرارة في القلب و استحقرت بعض العقول..
الثقة في النفس يا اختاه هي ثقة بالله اولا...ثم العيش لله و العيش لذاته الخاصة ومن يحب من اهل و احباب و صالحين، وعدم محاولة ارضاء الغير لان ارضاء الغير غاية لا تدرك..
وفي الاخير:
كل النساء جميلات و احسنهن المتدينات العفيفات صاحبات العقل الذكي و الخجل و الوفاء ،...
وهذا ما يضمن التواصل و يجعل الامهات تعيش مع الاباء حتى في سن الشيخوخة حيث لا يبقى جمال صوري في المجال.