المهـــاجـــر
عضو جديد
- إنضم
- 18 مايو 2006
- المشاركات
- 7
- مجموع الإعجابات
- 0
- النقاط
- 0
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه نستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا
من يهده الله فهو فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد أن لا إله إلا الله وأشهد
أن محمداً عبده ورسوله ، أرسله الله تعالى بالهدى ودين الحق فبلّغ الرسالة ونصح الأمة
وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين وترك أمته على محجة بيضاء ليلها كنهارها
لا يزيغ عنها إلا هالك ، بين فيها ما تحتاجه الأمة في جميع شئونها حتى قال أبو ذر رضي الله عنه :
( لقد تركنا محمد صلى الله عليه وسلم وما يحرك طائر جناحيه في السماء إلا أذكرنا منه علما )
[ رواه احمد ] … أما بعد :
فإن خير الكلام كلام الله و خير الهدي هدي محمد بن عبد الله وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة
وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .
أخوتي الأحباء : أن المتابعة لا تتحقق إلا إذا كان العمل موافقاً للشريعة في أمور ستة :
الأول : السبب ، فإذا تعبد الإنسان لله عبادة مقرونة بسبب ليس شرعياً فهي بدعة مردودة على صاحبها ،
مثال ذلك أن بعض الناس يحيي ليلة السابع والعشرين من رجب بحجة أنها الليلة التي عرج فيها برسول الله
صلى الله عليه وسلم ، فالتهجد عبادة ولكن لما قرن بهذا السبب كان بدعة لأنه بنى هذه العبادة على سبب
لم يثبت شرعاً . وهذا الوصف _ موافقة العبادة للشريعة في السبب _ أمر مهم يتبين به ابتداع كثير مما يظن
أنه من السنة وليس من السنة بشيء .
الثاني : الجنس ، فلا بد أن تكون العبادة موافقة للشرع في جنسها ، فلو تعبد إنسان لله بعبادة لم يشرع
جنسها فهي غير مقبولة مثال ذلك : أن يضحي رجل بفرس فلا يصح أضحية لأنه خالف الشريعة في الجنس
فالأضاحي لا تكون إلا من بهيمة الأنعام : الإبل ، البقر ، الغنم .
الثالث : القدر ، فلو أراد إنسان أن يزيد صلاة على أنها فريضة فنقول : هذه بدعة غير مقبولة لأنها مخالفة
للشرع في القدر ومن باب أولى لو أن الإنسان صلى الظهر مثلاً خمساً فإن صلاته لا تصح بالاتفاق .
الرابع : الكيفية ، فلو أن رجلاً توضأ فبدأ بغسل رجليه ثم مسح رأسه ثم غسل يديه ثم وجهه فنقول :
هذا باطل لنه مخالف للشرع في الكيفية .
الخامس : الزمان ، فلو أن رجلاً ضحى في أول أيام ذي الحجة فلا تقبل الأضحية لمخالفة الشرع في الزمان .
وهناك بعض الناس من يذبح في شهر رمضان ، يذبحون الغنم تقرباً لله تعالى بالذبح وهذا العمل بدعة على
هذا الوجه لأنه ليس هناك ما يتقرب به إلى الله تعالى من الذبح إلا الأضحية والعقيقة والهدي ، أما الذبح في
رمضان مع اعتقاد الأجر على الذبح كالذبح في عيد الأضحى فبدعة . وأما الذبح لأجل اللحم فهذا جائز .
السادس : المكان ، فلو أن رجلاً اعتكف في غير مسجد فإن اعتكافه لا يصح وذلك لأن الاعتكاف لا يكون إلا في
المساجد ولو قالت امرأة أريد أن اعتكف في مصلى البيت ، فلا يصح اعتكافها لمخالفة الشرع في المكان .
ومن الأمثلة لو أن رجلاً أراد أن يطوف فوجد المطاف قد ضاق ووجد ما حوله قد ضاق فصار يطوف من وراء
المسجد فلا يصح طوافه لمخالفة الشرع في المكان ، وأن مكان الطواف البيت ، ولقد قال تعالى لإبراهيم الخليل :
( وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ ) (الحج: من الآية26) .
فالعبادة لا تكون عملاً صالحاً إلا إذا تحقق فيها شرطان :
الأول : الإخلاص . الثاني : المتابعة .
والمتابعة لا تتحقق إلا بالأمور الستة الآنفة الذكر .
ومن هذا المنطلق أقول لهؤلاء الذين ابتلوا بالبدع وهم قد تكون مقاصدهم حسنة ويريدون الخير :
إذا أردتم الخير فلا نعلم طريقاً خيراً من طريق السلف رضي الله عنهم .
أخوتي الأحباء : عضوا على سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم بالنواجذ واسلكوا طريق السلف الصالح
وكونوا على ما كانوا عليه باتباعهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم وخوفهم من الخروج عن هداه قيد أنملة ،
فقد قال الله عز وجل : ( وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى
وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيراً) (النساء:115) .
وإني أقول _ وأعوذ بالله من أقول ما ليس لي به علم _ أقول إنك لتجد الكثير من هؤلاء الحريصين على البدع
يكون فاتراً في تنفيذ أمور ثبتت شرعيتها وثبتت سنيتها فإذا فرغوا من هذه البدع قابلوا السنن الثابتة بالفتور ،
وهذا كله من نتيجة أضرار البدع على القلوب فالبدع أضرارها على القلوب عظيمة ، وأخطارها على الدين جسيمة
فما ابتدع قوم في دين الله بدعة إلا أضاعوا من السنة مثلها أو أشد ، كما ذكر ذلك بعض أهل العلم من السلف .
لكن المسلم إذا علم أنه تابع لا مشرِّع حصل له بذلك كمال الخشية والخضوع والذل والعبادة لله تعالى ، وكمال
الاتباع لإمام المتقين وسيد المرسلين ورسول رب العالمين محمد صلى الله عليه وسلم .
وأسأل الله تعالى أن يجعلنا هداة مهديين وأن ينير قلوبنا بالإيمان والعلم وأن لا يجعل ما علمنا وبالاً علينا
وأن يسلك بنا طريق عباده المؤمنين وأن يجعلنا من عباده المتقين وحزبه المفلحين .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
من كلام الشيخ : محمد بن صالح العثيمين ( رحمه الله ) _ بتصرف _
أخوكم في الله
المهـــاجـــر
إن الحمد لله نحمده ونستعينه نستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا
من يهده الله فهو فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد أن لا إله إلا الله وأشهد
أن محمداً عبده ورسوله ، أرسله الله تعالى بالهدى ودين الحق فبلّغ الرسالة ونصح الأمة
وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين وترك أمته على محجة بيضاء ليلها كنهارها
لا يزيغ عنها إلا هالك ، بين فيها ما تحتاجه الأمة في جميع شئونها حتى قال أبو ذر رضي الله عنه :
( لقد تركنا محمد صلى الله عليه وسلم وما يحرك طائر جناحيه في السماء إلا أذكرنا منه علما )
[ رواه احمد ] … أما بعد :
فإن خير الكلام كلام الله و خير الهدي هدي محمد بن عبد الله وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة
وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .
أخوتي الأحباء : أن المتابعة لا تتحقق إلا إذا كان العمل موافقاً للشريعة في أمور ستة :
الأول : السبب ، فإذا تعبد الإنسان لله عبادة مقرونة بسبب ليس شرعياً فهي بدعة مردودة على صاحبها ،
مثال ذلك أن بعض الناس يحيي ليلة السابع والعشرين من رجب بحجة أنها الليلة التي عرج فيها برسول الله
صلى الله عليه وسلم ، فالتهجد عبادة ولكن لما قرن بهذا السبب كان بدعة لأنه بنى هذه العبادة على سبب
لم يثبت شرعاً . وهذا الوصف _ موافقة العبادة للشريعة في السبب _ أمر مهم يتبين به ابتداع كثير مما يظن
أنه من السنة وليس من السنة بشيء .
الثاني : الجنس ، فلا بد أن تكون العبادة موافقة للشرع في جنسها ، فلو تعبد إنسان لله بعبادة لم يشرع
جنسها فهي غير مقبولة مثال ذلك : أن يضحي رجل بفرس فلا يصح أضحية لأنه خالف الشريعة في الجنس
فالأضاحي لا تكون إلا من بهيمة الأنعام : الإبل ، البقر ، الغنم .
الثالث : القدر ، فلو أراد إنسان أن يزيد صلاة على أنها فريضة فنقول : هذه بدعة غير مقبولة لأنها مخالفة
للشرع في القدر ومن باب أولى لو أن الإنسان صلى الظهر مثلاً خمساً فإن صلاته لا تصح بالاتفاق .
الرابع : الكيفية ، فلو أن رجلاً توضأ فبدأ بغسل رجليه ثم مسح رأسه ثم غسل يديه ثم وجهه فنقول :
هذا باطل لنه مخالف للشرع في الكيفية .
الخامس : الزمان ، فلو أن رجلاً ضحى في أول أيام ذي الحجة فلا تقبل الأضحية لمخالفة الشرع في الزمان .
وهناك بعض الناس من يذبح في شهر رمضان ، يذبحون الغنم تقرباً لله تعالى بالذبح وهذا العمل بدعة على
هذا الوجه لأنه ليس هناك ما يتقرب به إلى الله تعالى من الذبح إلا الأضحية والعقيقة والهدي ، أما الذبح في
رمضان مع اعتقاد الأجر على الذبح كالذبح في عيد الأضحى فبدعة . وأما الذبح لأجل اللحم فهذا جائز .
السادس : المكان ، فلو أن رجلاً اعتكف في غير مسجد فإن اعتكافه لا يصح وذلك لأن الاعتكاف لا يكون إلا في
المساجد ولو قالت امرأة أريد أن اعتكف في مصلى البيت ، فلا يصح اعتكافها لمخالفة الشرع في المكان .
ومن الأمثلة لو أن رجلاً أراد أن يطوف فوجد المطاف قد ضاق ووجد ما حوله قد ضاق فصار يطوف من وراء
المسجد فلا يصح طوافه لمخالفة الشرع في المكان ، وأن مكان الطواف البيت ، ولقد قال تعالى لإبراهيم الخليل :
( وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ ) (الحج: من الآية26) .
فالعبادة لا تكون عملاً صالحاً إلا إذا تحقق فيها شرطان :
الأول : الإخلاص . الثاني : المتابعة .
والمتابعة لا تتحقق إلا بالأمور الستة الآنفة الذكر .
ومن هذا المنطلق أقول لهؤلاء الذين ابتلوا بالبدع وهم قد تكون مقاصدهم حسنة ويريدون الخير :
إذا أردتم الخير فلا نعلم طريقاً خيراً من طريق السلف رضي الله عنهم .
أخوتي الأحباء : عضوا على سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم بالنواجذ واسلكوا طريق السلف الصالح
وكونوا على ما كانوا عليه باتباعهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم وخوفهم من الخروج عن هداه قيد أنملة ،
فقد قال الله عز وجل : ( وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى
وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيراً) (النساء:115) .
وإني أقول _ وأعوذ بالله من أقول ما ليس لي به علم _ أقول إنك لتجد الكثير من هؤلاء الحريصين على البدع
يكون فاتراً في تنفيذ أمور ثبتت شرعيتها وثبتت سنيتها فإذا فرغوا من هذه البدع قابلوا السنن الثابتة بالفتور ،
وهذا كله من نتيجة أضرار البدع على القلوب فالبدع أضرارها على القلوب عظيمة ، وأخطارها على الدين جسيمة
فما ابتدع قوم في دين الله بدعة إلا أضاعوا من السنة مثلها أو أشد ، كما ذكر ذلك بعض أهل العلم من السلف .
لكن المسلم إذا علم أنه تابع لا مشرِّع حصل له بذلك كمال الخشية والخضوع والذل والعبادة لله تعالى ، وكمال
الاتباع لإمام المتقين وسيد المرسلين ورسول رب العالمين محمد صلى الله عليه وسلم .
وأسأل الله تعالى أن يجعلنا هداة مهديين وأن ينير قلوبنا بالإيمان والعلم وأن لا يجعل ما علمنا وبالاً علينا
وأن يسلك بنا طريق عباده المؤمنين وأن يجعلنا من عباده المتقين وحزبه المفلحين .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
من كلام الشيخ : محمد بن صالح العثيمين ( رحمه الله ) _ بتصرف _
أخوكم في الله
المهـــاجـــر